بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلاة وسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
هل يؤدي زوال الأمراض الروحية إلى زوال الأمراض العضوية الناتجة عنها؟
قبل أن نجيب على السؤال نضرب هنا مثلين:
المثال الأول: لو أنَّ غصن شجرة سقط بسبب عين من شخص ما، ثم قمنا بإزالة العين من الشجرة فإن الغصن سينبت من جديد، وبعد مدة ما فإن غصنا جديداً سيكون موجوداً بدل الغصن الذي سقط من دون أن نبذل أي جهد آخر.
المثال الثاني: لو أنَّ كأساً من زجاج انكسرت بسبب عين من شخص ما، وقمنا بإزالة هذه العين، فإنك مهما تترك الزجاج فإنه لن يعود إلى محله، بل يلزمك استعمال أدوات خاصة لإعادته كما كان، أو استبداله.
لو فهمنا المثالين السابقين فإنَّه يمكن فهم ماذا سيحصل للأمراض العضوية لو زالت الأمراض الروحية المسببة لها، فإذا كان المرض من الممكن زواله بلا علاج فإنه سيزول، وأما إن كان المرض العضوي سببه لا يزول بمجرد زوال المرض الروحي فإنه سيلزمه العلاج المناسب.
فائدة:
في حديث الطاعون المذكور آنفاً نجد أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم يوضِّح أنَّه قتل للإنسان من الجن مثلما يحصل في الطعن البشري، وأنَّ كِلا الأمرين -أي الطعن البشري أو الموت بالطاعون الذي هو وخز الجن- يعتبران شهادة، ويعتبر المريض الميت شهيداً، ولذا نأمل ونرجو أنَّ كل مريض يموت بسبب اعتداء الجن عليه أن يكون عند الله شهيداً في الآخرة، والله أعلم.
ملحوظة:
تبيَّن لنا بالتجربة أنَّه كل ما ابتعد المريض عن مصدر الأمراض الروحية ضعف تأثيرها عليه، فلو ابتعد عن مكان سحره، أو عن المكان الذي أصيب فيه بالعين فإن التأثير يخف عليه، وهذا يفسر لنا لماذا عندما نسافر إلى مدن أخرى غير التي نسكن فيها فإننا ننشط ونشعر براحة أكثر مما نشعرها في المدن التي نسكن فيها.
ملحوظة:
يقع البعض في خطأٍ بقولهم أنَّ الشريعة جاءت باغتسال المعيون من وضوء العائن لعلاجه، وهذه الجملة خاطئة توهم وكأنَّ الأمر جاء وحياً وأمراً من الله، والصواب القول أنَّ الشريعة أقرَّت بهذا العلاج، وليس جاءت به.